أهم ما قد يبحث عنه المريض قبل الذهاب إلى الطبيب

تسويق عام

أجرت شركة Software Advice المتخصصة في بيع البرامج الطبية استطلاعًا للرأي من أجل معرفة أهم الأمور التي يبحث عنها المرضى قبل ذهابهم إلى عيادات الأطباء، وجاءت النتائج ملفتة للنظر حيث عكست تأثُّر هؤلاء المرضى بالمراجعات المكتوبة في مواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي، وقبل الغوص في التفاصيل أودُّ أن أنوّه إلى أنّ الدراسة هذه أُجريت على مرضى الولايات المتحدة الأمريكية الموجودين في مواقع تقويم الأطباء مثل Healthgrades و Yelp.
حيث أنّنا غالبًا لا نجدُ نظيرًا عربيًا لهذه المواقع، باستثناء مجموعات الفيسبوك العامة
، لكن ومع ذلك يمكننا الاستفادة من هذه النتائج على اعتبار أنّ طريقة تفكير المرضى هي نفسها مع وجود بعضٍ من الاستثناءات، دعونا إذًا نستعرض نتائج الدراسة بالتفصيل. 

جودة الرعاية الطبية هي أول ما يثير اهتمام المريض

عندما تم سؤال المرضى عن “أهم ثلاثة أشياء يبحثون عنها عند الاطّلاع على مراجعات المرضى الآخرين”، كانت معظم الإجابات تؤكد أهمية “جودة الرعاية الطبية Quality of Car” كعامل رئيس ويليله بنسبب أقل كل من “معدل تقييمات الطبيب” و “وقت الانتظار” و “الخصائص الديموغرافية للطبيب” وأخيرًا “الصور الشخصية للطبيب أو للمركز الطبي”.

حيث قام الباحثون بتوجيه سؤال آخر للمرضى لكنّه مُحدد أكثر عن معنى جملة “جودة الرعاية الطبية” من وجهة نظرهم، وجاءت النتائج كالآتي:

  • دقة تشخيص الطبيب Accuracy of Diagnoses
  • أسلوب شرح المعلومة من قبل الطبيب How Well the Doctor Explains
  • طريقة إصغاء الطبيب للمريض How Well the Doctor Listens
  • وصفة العلاج Delivery of Treatment
  • الوقت الذي يمضيه الطبيب مع المريض في العيادة  Time Spend With Patient
  • عوامل أُخرى Other

إذاً فإنّ دقة تشخيص الطبيب Accuracy of Diagnoses للحالة الصحية هي العامل الرئيس من وجهة نظر المريض، وهي بلا شك تدخل في صلب اختصاص الطبيب ودراسته، ولكن أيضًا يمكن للطبيب الاستفادة من العوامل الأخرى التي لا تقل أهمية عن العامل الأول، حيث يمكنه وبالقليل من التركيز والتدريب أن يحقق مكانة أفضل وشهرة أكبر على صفحات التواصل الاجتماعي.

أيهما أهم، الشهادات التدريبية أو الخبرات العملية؟

عندما تم سؤال المرضى عن “أهم المعلومات الشخصية التي يبحثون عنها قبل اختيار الطبيب” كانت النتائج كالآتي:

  • الخبرة العملية
  • الشهادات التدريبية
  • العمر
  • الخلفية الأكاديمية
  • الجنس
  • معايير أُخرى

نلاحظ أنّ الخبرة جاءَت في المرتبة الأولى وهذا شيء متوقّع لاعتقاد أنّ الطبيب الكفُؤ هو الذي يمتلك سنوات طويلة من الخبرة في مجال اختصاصه ثم يليها عامل آخر لا يقل أهمية ألا وهو “الشهادات التدريبية” التي تعكس مدى اهتمام الطبيب بمجال عمله، أمّا عمر الطبيب وجنسه فهي معايير لا تتجاوز الـ 22% فقط، لكنّ لها من وجهة نظر المرضى العرب دورًا كبيرًا في المنطقة العربية بسبب العادات والتقاليد، إذ ما يزال قسم كبير من النساء العرب تفضّلن العلاج لدى طبيبة أُنثى.

وقت الانتظار ولُطف الموظفين هي عوامل مهمة أيضًا

عندما تم سؤال المرضى عن الأشياء التي يبحثون عنها في المركز أو العيادة الطبية كانت النتائج كالآتي:

  • وقت الانتظار Wait Times
  • لطف الموظفين في المركز Staff Friendliness
  • طريقة التسديد Billing or Payment 
  • مدى سهولة حجز المواعيد Ease of Scheduling Appointments 
  • نظافة المكان Office Environment and Cleanliness
  • عومل أُخرى Other

قد تبدو هذه النتائج طبيعيةً للوهلة الأولى ولكن غالبًا ما يتم إهمالها من قبل الطبيب أو الشخص المسؤول عن المركز الطبي بحجّة أنّها خارجة عن السيطرة، ولكن من منظور شخصي هذه المرة، فإنّه وبقليل من التركيز والمراقبة يمكن إيجاد حلول فعالة لها وجعلها تعمل لصالح الطبيب والمركز الطبي معًا، أخيرًا وبناءً على الدراسة والنتائج السابقة دعوني أقدّم إليكم أهم النصائح التي من الممكن القيام بها عمليًا وتسويقيًا:

النصائح

  • تعتبر المدة الزمنية التي يقضيها الطبيب مع المريض والتي تتراوح بين 17 إلى 24 دقيقة مدة مناسبة جدًا، وبلا شك يختلف الأمر من مريض إلى آخر ومن تخصص إلى آخر، لكن وبشكل عام تعتبر هذه المدة هي الأكثر انتشارًا بين أطباء الولايات المتحدة الأميركية.

  • حاول أن تستمع إلى المريض من دون مقاطعته وأن تبدي الاهتمام بما يقوله من خلال إيماءات وجهك ومن ثم قم بإعادة تلخيص ما قاله، هذه العملية ليست مفيدة فقط لفهم الحالة الصحية للمريض ولكن أيضًا من أجل إظهار مدى اهتمامك وحرصك على كل كلمة يقولها. لا تكتب أيّ شيء أثناء عملية الإصغاء هذه، لكن فقط انظُر إلى عينيه بشكل مباشر واستمع لكل كلمة يقولها وبعد ذلك تستطيع تلخيصها.
  • في حال رغبت بالتسويق على شبكات التواصل الاجتماعي حاول أن يتضمن “وصف حسابك Bio”  إشارة واضحة لعدد سنوات خبرتك في هذا الاختصاص، الأمر نفسه ينطبق على منشوراتك وإعلاناتك.
  • في حال كنت لا تمتلك الرصيد الكافي من سنوات الخبرة، ركّز على نقطة “الشهادات” التي حصلت عليها سابقًا وعلى المؤتمرات والورشات التدريبية التي تحضرها حاليًا أو التي سوف تحضرها في المستقبل.

  • شارك صور وعناوين الكتب التي تقرؤُها بشكل مستمر لاسيَّما تلك المتعلقة باختصاصك، فهي لا تقل أهمية عن الشهادات التدريبية وتعطي للمتابع الانطباع نفسه عنك.
  • بعد انتهاء رحلة العلاج، اطلب من مريضك بلطف أن يكتب منشورًا على صفحاته في شبكات التواصل الاجتماعي يصف من خلاله جودة العلاج والخدمة المقدمة من إليه من قِبلك، غالبًا ما يرحّب المرضى بالفكرة ولا يتجاهلونها إلا إذا كان العلاج خاصًا بعض الشيء وغير قابل للنشر.
  • حاول قدر المُستطاع جعل المنشور يتضمن صورة شخصية لك مع المريض مع وضع “إشارة Mention” لاسم حسابك الشخصي في فيسبوك أو إنستجرام.

  • ذكرنا سابقًا أنّ هنالك ما يقارب الـ 5% من المرضى الذين أكدوا على أهمية وجود صور للطبيب أو للمركز الطبي أثناء بحثهم عبر الإنترنت، لذلك حاول أن تكون صورك الشخصية وصور عيادتك احترافية تعكس جودة الخدمة التي تقدّمها للمرضى.

  • حاول قدر الإمكان تخفيض وقت انتظار المرضى في عيادتِك لأقل قدر ممكن، فغالبًا ما يبدأ المرضى بالتملمُلِ إذا تجاوزت فترة انتظارهم الـ 15 دقيقة.

  • يمكنك إضافة بعض اللمسات البسيطة إلى عيادتك من أجل إضفاء شعور أفضل وإحساس أعلى بالنظافة مثل وضع معطرات الجو ذات الروائح الطبيعية الخفيفة كالليمون أو الصنوبر، مع تجنُّب الروائح القوية كالبخور وغيره.
  • العاملون في عيادتك أو مركز الطبي ليسو أقلّ أهمية من الأدوات الطبية التي تستخدمها في العلاج، لذا درّبهم على أن يكونوا لطفاء ومتعاونين مع المرضى لأبعد الحدود.


رامي عيسى

رامي عيسى

بكالوريوس إدارة أعمال اختصاص تسويق، رئيس قسم الاستشارات التسويقية في شركة "هارفارد قطر". مستشار للعديد من الشركات والمشاريع الناشئة في كل من قطر وسوريا وتركيا.